للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يبتغون الفتنة، وسماهم أهل زيغ، ولا يذم إلا على تأويل الصفات

كما أجمع على ذلك السلف - رحمهم اللَّه -.

فلو كان المقصود بالمتشابه غير ذلك لما ذم اللَّه المبتغين لتأويله.

المذهب الثاني: أن المحكم هو: الذي اتضح معناه للعلماء

وغيرهم من طلاب العلم.

والمتشابه هو: ما علمه العلماء المحققون المدققون، وغمض على

غير العلماء كالآيات التي ظاهرها التعارض.

ذهب إلى ذلك بعض العلماء كابن عقيل.

ومثَّل أصحاب هذا المذهب ببعض الآيات التي ظاهرها التعارض،

إليك إياها مع الجواب عنها:

١ - قالوا: إن قوله تعالى: (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) يعارض

قوله: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) .

جوابه:

يجاب عنه: بأن الآية الأولى تحمل على التوحيد بدليل قوله

تعالى بعدها: (ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) ، أما الآية الثانية

فإنها تحمل على أعمال وأفعال الجوارح.

٢ - قالوا: إن قوله تعالى: (وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا)

يعارض قوله: (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) .

جوابه:

يجاب عليه بأن المراد بالآية الأولى: لا تكسب شراً ولا إثما،

فاقتصر في هذه الآية على الشر، بخلاف الآية الثانية؛ حيث ذكر

فيها الشر والخير معا، وذكر ما يميز بينهما.