جوابه:
يجاب عنه: بأن مفهوم المخالفة لا يكون ناسخا - كما قلنا في
مذهبنا - ولا يمكن أن يكون مفهوم المخالفة قريبا من النص في
الدلالة، وهذا التفريق بين المفاهيم لا دليل عليه.
المسألة الثالثة والثلاثون: كيفية معرفة الناسخ والمنسوخ:
أولاً: لا يعرف الناسخ من المنسوخ عن طريق العقل، ولا عن
طريق القياس، لأمور:
الأول: أن النسخ إما رفع الحكم الشرعي، أو بيان مدة انتهاء
العمل به، وكل واحد منهما لا سبيل للعقل إلى معرفته، ولا
مدخل له فيه.
الثاني: أنه لو كان للعقل طريق إلى معرفة النسخ بدون النقل للزم
أن يكون له طريق إلى معرفة ثبوت الأحكام بدون النقل، وليس
كذلك.
الثالث: أن النسخ لا يكون إلا بتأخر الناسخ عن زمن المنسوخ،
ولا مدخل للعقل ولا القياس في معرفة المتقدم والمتأخر.
ثانياً: يعرف الناسخ من المنسوخ عن طريق النقل المجرد، ويعتبر
لصحة النسخ أن يتأخر ناسخ عن منسوخ وإن لم يتأخر لا يصدق
عليه اسم ناسخ.
ثالثاً: طرق معرفة الناسخ من المنسوخ المتفق عليها.
الطريق الأول: أن يعلم من اللفظ - النطق - تقدم أحد الحكمين
على الآخر، فيكون المتقدم منسوخا، والمتأخر ناسخا.