الصحابة هو مذهب الجمهور، كما قلنا - هنا -؛ لأن هناك فرقة
من الناس قد خالفت في ذلك، ومع ذلك فلا إجماع.
اعتراض على ذلك:
قال معترض على ذلك: إن الفرقة المخالفة فرقة شاذة لا يُعتد
بقولها، فلا يؤثر بإجماع العلماء.
جوابه:
يجاب عنه: بأن العلماء قد اعتدوا بخلاف تلك الفرقة، وسردوا
أدلتهم، وأجابوا عنها، ولو لم يعتد بخلاف تلك الفرقة لما ردوا
عليهم ولما أبطلوا مذهبهم بالأدلة.
المسألة السادسة والعشرون: حكم مرسل غير الصحابي:
والمراد به: أن يقول الراوي العدل الثقة المتحرز لدينه الذي لم
يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - كذا ".
أو يقول الراوي الذي لم يدرك أبا هريرة: " قال أبو هريرة كذا".
هذا تعريف المرسل عند الفقهاء وأكثر الأصوليين، وهو الحق؛
لأنه أعم من غيره.
أما عند المحدثين وبعض العلماء من غيرهم، فالمرسل هو: قول
التابعي: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -.
واختلف العلماء في قبول مرسل غير الصحابي على مذاهب:
المذهب الأول: أنه يقبل مطلقا، وهو مذهب جمهور العلماء،
وهو رواية عن الإمام أحمد، وهو الحق؛ للأدلة التالية: