للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التفسير قال تعالى:

[[سورة النساء (٤) : آية ١]]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (١)

افتتحت السورة الكريمة بهذا النداء الشامل لجميع المكلفين من وقت نزولها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وذلك لأن لفظ الناس لا يختص بقبيل دون قبيل، ولا بقوم دون قوم، وقد دخلته الألف واللام المفيدة للاستغراق ولأن ما في مضمون هذا النداء من إنذار وتبشير وأمر بمراقبة الله وخشيته، يتناول جميع المكلفين لا أهل مكة وحدهم كما ذكره بعضهم لأن تخصيص قوله- تعالى- يا أَيُّهَا النَّاسُ بأهل مكة تخصيص بغير مخصص.

والمراد بالنفس الواحدة هنا: آدم- عليه السلام-. وقد جاء الوصف وهو واحدة بالتأنيث باعتبار لفظ النفس فإنها مؤنثة.

ومن في قوله مِنْها للتبعيض. والضمير المؤنث «ها» يعود إلى النفس الواحدة.

والمراد بقوله- تعالى-: زَوْجَها حواء فإنها أخرجت من آدم كما يقتضيه ظاهر قوله- تعالى- مِنْها.

قال الفخر الرازي ما ملخصه: «المراد من هذا الزوج هو حواء. وفي كون حواء مخلوقة من آدم قولان:

الأول: وهو الذي عليه الأكثرون: أنه لما خلق الله- تعالى- آدم ألقى عليه النوم؟ ثم خلق حواء من ضلع من أضلاعه، فلما استيقظ رآها ومال إليها وألفها، لأنها كانت مخلوقة من

<<  <  ج: ص:  >  >>