حتى جاءت الأرضة فأكلت شيئا من عصاه، فسقط على الأرض وهنا فقط علموا أنه قد مات.
قال ابن كثير: يذكر- تعالى- في هذه الآية كيفية موت سليمان- عليه السلام- وكيف عمّى الله موته على الجان المسخرين له في الأعمال الشاقة، فإنه مكث متوكئا على عصاه، - وهي منسأته- مدة طويلة نحوا من سنة، فلما أكلتها دابة الأرض، - وهي الأرضة- ضعف وسقط إلى الأرض، وعلم أنه قد مات قبل ذلك بمدة طويلة- تبينت الجن والإنس أيضا- أن الجن لا يعلمون الغيب، كما كانوا يتوهمون ويواهمون الناس ذلك» «١» .
هذا هو النموذج الأول الذي ساقه الله- تعالى- للشاكرين، متمثلا في موقف داود وسليمان- عليهما السلام- مما أعطاهما- سبحانه- من نعم جزيله..
أما النموذج الثاني- الذي جاء في أعقاب سابقه- فقد ساقه- سبحانه- لسوء عاقبة الجاحدين، متمثلا في قصة قبيلة سبأ، وكيف أنهم قابلوا نعم الله بالبطر، فمحقها- سبحانه- من بين أيديهم وفي شأنهم يقول- عز وجل-: