ثم يذكرهم بأنه لا يأمرهم إلا بما يأمر به نفسه، ولا ينهاهم إلا عما ينهاهم عنه وأنه ليس ممن يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم، وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ، إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ...
ثم يذكرهم بمصارع السابقين، ويحذرهم من أن يسلكوا مسلكهم، لأنهم لو فعلوا ذلك لهلكوا كما هلك الذين من قبلهم: وَيا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صالِحٍ....
ثم يفتح لهم باب الأمل في عفو الله عنهم متى استغفروه وتابوا إليه: وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ.
ثم تراه يثور عليهم عند ما يراهم يتجاوزون حدودهم بالنسبة لله- تعالى- وللحق الذي جاءهم به من عنده- سبحانه-: أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ، وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا، إِنَّ رَبِّي بِما تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ. وَيا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ...
وهكذا نجد شعيبا- عليه السلام- وهو خطيب الأنبياء كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم يرشد قومه إلى ما يصلحهم ويسعدهم بأسلوب حكيم، جامع لكل ألوان التأثير، والتوجيه السديد.
وليت الدعاة إلى الله في كل زمان ومكان يتعلمون من قصة شعيب.. عليه السلام- مع قومه أسلوب الدعوة إلى الله- تعالى.
ثم ختمت السورة الكريمة حديثها عن قصص الأنبياء مع أقوامهم، بالإشارة إلى قصة موسى- عليه السلام- مع فرعون وملئه، فقال- تعالى-: