وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً أى: مرضيا ومقبولا عند خالقكم، فازدادوا- أيها الأبرار- سرورا على سروركم، وبهجة على بهجتكم.
وبعد هذا التفصيل لما أعده الله- تعالى- لعباده الأخيار من أصناف النعيم، المتعلق بمأكلهم، ومشربهم.. أخذت السورة الكريمة. في أواخرها- في تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وفي دعوته صلى الله عليه وسلم إلى المداومة على التحلي بفضيلة الصبر، وإلى الإكثار من ذكره- تعالى- وأنذرت الكافرين والفاسقين إذا ما استمروا في ضلالهم. فقال- تعالى-:
وجاء قوله- تعالى-: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا مؤكدا بجملة من المؤكدات. منها: إن، ونحن، وتنزيلا.. للرد على أولئك الجاحدين الذين أنكروا أن يكون القرآن من عند الله- تعالى- وقالوا في شأنه: لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا، إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ.
أى: إنا نحن- وحدنا- أيها الرسول الكريم-، الذين نزلنا عليك القرآن تنزيلا محكما، وفصلناه تفصيلا متقنا، بأن أنزلناه على قلبك مفرقا على حسب مشيئتنا وحكمتنا.