وقراءة الجمهور بنصب «يعلم» على أنه منصوب على فعل مقدر. أى: فعل ما فعل- سبحانه- لينتقم من الظالمين، وليعلم الذين يجادلون في آياتنا الدالة على وحدانيتنا وقدرتنا..
أنهم لا محيص لهم ولا مهرب من عذابنا، بسبب جدالهم بالباطل ليدحضوا به الحق.
ثم بين- سبحانه- أن متاع الدنيا مهما كثر فهو إلى زوال، فقال: فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا ... أى: فما أعطيتم من شيء من متع الحياة الدنيا كالغنى والصحة والجاه. فإنما هو متاع زائل من متع الحياة الدنيا.
وَما عِنْدَ اللَّهِ من عطاء وثواب في الآخرة. خير وأبقى، أى: هو خير في ذاته من متاع الحياة الدنيا، وأبقى منه زمانا حيث لا يزول ولا يفنى.
وقوله لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ متعلق بقوله خَيْرٌ وَأَبْقى أى: هذا الذي ذكرناه لكم من نعم الآخرة خير وأبقى، للذين آمنوا بالله- تعالى- إيمانا حقا وللذين هم يتوكلون ولا يعتمدون إلا على ربهم وحده، لا على غيره أصلا.
وبعد هذا البيان المفصل للبراهين الدالة على وحدانية الله- تعالى- وقدرته، وللنعم التي أسبغها- سبحانه- على عباده ... بعد كل ذلك أخذت السورة الكريمة في بيان الصفات الطيبة والمناقب الحميدة، التي وفق الله- تعالى- عباده المؤمنين للتحلى بها، فقال: