فَالَّذِينَ آمَنُوا وعملوا الأعمال الصالحات لهم من ربهم مغفرة واسعة، ورزق كريم، لا انقطاع معه ولا امتناع.
وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أى: والذين بذلوا كل جهودهم في إبطال آياتنا الدالة على وحدانيتنا وقدرتنا وصدق رسلنا، وأسرعوا في تكذيبها وغالبوا المؤمنين وعارضوهم ليظهروهم بمظهر العاجز عن الدفاع عن دينهم وعن عقيدتهم.
أُولئِكَ الموصوفون بهذا السعى الأثيم أَصْحابُ الْجَحِيمِ أى: الملازمون للنار المتأججة ملازمة المالك لما يملكه.
ثم انتقلت السورة الكريمة بعد ذلك الى الحديث عن فضل الله- تعالى- على أنبيائه ورسله حيث عصمهم من كيد الشيطان ووسوسته وحفظ دعوتهم من تكذيب المكذبين، وعبث العابثين.. فقال- تعالى-:
قال الإمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآيات: قد ذكر كثير من المفسرين ها هنا قصة الغرانيق «١» ، وما كان من رجوع كثير من المهاجرين إلى أرض الحبشة، ظنا منهم أن مشركي
(١) الغرانيق: المراد بها هنا الأصنام. وهي في الأصل تطلق على الذكور من طير الماء، واحدها: غرنوق- بضم فسكون فضم- سمى به الطائر لبياضه. وقد كان المشركون يزعمون أن الأصنام تشفع لهم عند الله- تعالى- فسموها بالغرانيق تشبيها لها بالطيور التي ترتفع نحو السماء.