وقوله- تعالى-: نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ رد على إنكار المشركين للبعث والجزاء، ولولا هنا للتحضيض، والفاء لترتيب التحضيض على ما قبله.
أى: نحن الذين خلقناكم- أيها الجاحدون- هذا الخلق الأول بقدرتنا وحدها، فهلا صدقتم بذلك، وأطعتم رسولنا صلى الله عليه وسلم فيما جاءكم به من عندنا، وأيقنتم بأن الأولين والآخرين سيقفون أمامنا يوم القيامة للحساب؟.
فالمراد بقوله- تعالى-: خَلَقْناكُمْ: خلقهم من سلالة من طين، ثم جعلهم نطفة في قرار مكين كما قال- تعالى-: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ، ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً، فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً، فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً، فَكَسَوْنَا