إفراد الله- سبحانه- بالربوبية. كما أنه لا ينبغي له أن يقيس قوته الذاتية إلى قوى الجاهلية فيظن أن الله تاركه لهذه القوى، وهو عبده الذي يستنصر به حين يغلب فيدعوه:
(أنى مغلوب فانتصر) .
إن القوى في حقيقتها ليست متكافئة ولا متقاربة.. إن الجاهلية تملك قواها.. ولكن الداعي إلى الله يستند إلى قوة الله. والله يملك أن يسخر له بعض القوى الكونية- حينما يشاء وكيفما يشاء-، وأيسر هذه القوى يدمر قوى الجاهلية من حيث لا تحتسب!!.
والذين يسلكون السبيل إلى الله ليس عليهم إلا أن يؤدوا واجبهم كاملا، ثم يتركوا الأمور لله في طمأنينة وثقة. وعند ما يغلبون عليهم أن يلجئوا إلى الناصر المعين، وأن يجأروا إليه وحده كما جأر عبده الصالح نوح: فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ.
ثم عليهم أن ينتظروا فرج الله القريب، وانتظار الفرج من الله عبادة، فهم على هذا الانتظار مأجورون.. والعاقبة للمتقين» «١» .
ثم تابعت السورة الكريمة حديثها عن قصة هود- عليه السلام- مع قومه، بعد حديثها عن قصة نوح- عليه السلام- مع قومه، فقال- تعالى-: