ثم بين- سبحانه- سرعة امتثالهم وحضورهم للحساب فقال: إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ.
أى: ما كانت النفخة التي حكيت عنهم آنفا إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً صاحها إسرافيل بإذننا وأمرهم فيها بالقيام من قبورهم فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ دون أن يتخلف أحد منهم لدينا محضرون ومجموعون للحساب والجزاء.
فَالْيَوْمَ وهو يوم القيامة لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً من الظلم، وإنما كل نفس توفى حقها.
وقوله- تعالى- وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أى: ولا تجزون إلا جزاء ما كنتم تعملونه في الدنيا، فالجملة الكريمة تأكيد وتقرير لما قبلها.
وبعد هذا الحديث المتنوع عن أحوال الكافرين يوم القيامة، جاء الحديث عما أعده الله- تعالى- بفضله وكرمه للمؤمنين، وعما يقال للكافرين في هذا اليوم من تبكيت وتأنيب فقال- تعالى-: