ثم وصف- سبحانه- من نزل به بالأمانة فقال: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ وهو جبريل- عليه السلام- وعبر عنه بالروح، لأن الأرواح تحيا بما نزل به كما تحيا الأجسام بالغذاء.
أى: نزل جبريل الأمين- بأمرنا- بهذا القرآن كاملا غير منقوص، عَلى قَلْبِكَ أيها الرسول الكريم لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ أى: من أجل أن تنذر به الناس، وتخوفهم بسوء المصير إذا ما استمروا على كفرهم وفسوقهم عن أمر الله- تعالى-.
قال الجمل: قال الكرخي: وقوله عَلى قَلْبِكَ خصه بالذكر وهو إنما أنزل عليه ليؤكد أن ذلك المنزل محفوظ، والرسول متمكن من قلبه لا يجوز عليه التغير. ولأن القلب هو المخاطب في الحقيقة لأنه موضع التمييز والاختيار، وأما سائر الأعضاء فمسخرة له، ويدل على ذلك القرآن والحديث والمعقول.