أنبيائه، كما اختار جبريل- عليه السلام- لهذه الوظيفة، وهو الذي يختار من بين الناس رسلا، كما اختار إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وغيرهم لهذه المهمة، فهو- سبحانه- أعلم حيث يجعل رسالته.
إِنَّ اللَّهَ- تعالى- سَمِيعٌ لأقوال عباده بَصِيرٌ بأحوالهم، لا تخفى عليه خافية من شئونهم.
يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ أى: يعلم ما قدموا من أعمال، وما يعملون الآن، وما سيعملونه في المستقبل إذ أن علمه- سبحانه- ليس مقيدا بزمان أو مكان وَإِلَى اللَّهِ تعالى وحده تُرْجَعُ الْأُمُورُ كلها لا إلى غيره.
ثم وجه- سبحانه- في نهاية السورة نداء إلى عباده المؤمنين، أمرهم فيه بالمداومة على طاعته، وبالإخلاص في عبادته، وبالجهاد في سبيله، وبالاعتصام بحبله، فقال- تعالى-:
والمراد بالركوع والسجود هنا: الصلاة، وعبر عنها بهما، لأنهما أهم أركانها، وناداهم- سبحانه- بصفة الإيمان، لحضهم على الامتثال لما أمروا به.
أى: يا من آمنتم بالله- تعالى- وبملائكته وبكتبه وبرسله وباليوم الآخر حافظوا على أداء الصلاة في مواقيتها بخشوع وإخلاص، لأن هذه الصلاة من شأنها أن تنهاكم عن الفحشاء والمنكر، وأن ترفع درجاتكم عند خالقكم.