وقوله- سبحانه-: أَلْهاكُمُ من اللهو وهو الغفلة عن مواطن الخير، والانشغال عما هو نافع.
والتكاثر: التبارى والتباهي بالكثرة في شيء مرغوب فيه كالمال والجاه ...
أى: شغلكم- أيها الناس- التباهي والتفاخر بكثرة الأموال والأولاد والعشيرة، كما ألهاكم حب الدنيا عن القيام بما كلفناكم به ...
حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ أى: بقيتم على هذه الحال، حتى أتاكم الموت، ودفنتم في قبوركم، وانصرف عنكم أحب الناس إليكم، وبقيتم وحدكم.
والخطاب عام لكل عاقل، ويدخل فيه المشركون والفاسقون، الذين آثروا الدنيا على الآخرة دخولا أوليا.
فالمراد بزيارة المقابر: انتهاء الآجال، والدفن في القبور بعد الموت. وعبر- سبحانه- عن ذلك بالزيارة. لأن الميت يأتى الى القبر كالزائر له، ثم بعد ذلك يخرج منه يوم البعث والنشور، للحساب والجزاء، فوجوده في القبر إنما هو وجود مؤقت بوقت يعلمه الله- تعالى-.