وقد ذكر المفسرون في سبب نزول هذه السورة الكريمة روايات منها: ما أخرجه الإمام البخاري ومسلم وغيرهما عن جندب بن سفيان قال: اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين، فأتت امرأة- وفي رواية أنها أم جميل امرأة أبى لهب- فقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا قد تركك. فأنزل الله- تعالى-: وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى، ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى.
وأخرج ابن أبى شيبة والطبراني وابن مردويه، من حديث خولة، وكانت تخدم النبي صلى الله عليه وسلم أن جروا دخل تحت سرير رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات، فمكث النبي صلى الله عليه وسلم أياما لا ينزل عليه الوحى، فقال صلى الله عليه وسلم يا خولة ماذا حدث في بيتي، إن جبريل لا يأتينى، قالت خوله: فقلت يا نبي الله ما أتى علينا يوم خير منّا اليوم. فأخذ برده فلبسه، وخرج، فقلت في نفسي لو هيأت البيت وكنسته، فأهويت بالمكنسة تحت السرير، فإذا بشيء ثقيل، لم أزل به حتى بدا لي الجر وميتا، فأخذته بيدي، فألقيته خلف الدار، فجاء صلى الله عليه وسلم ترعد لحيته- وكان إذا نزل عليه الوحى أخذته الرعدة- فقال يا خولة دثرينى، فأنزل الله- تعالى- هذه السورة..