بيان، وتثبت أن هذا القرآن، قد بلغه الرسول صلى الله عليه وسلم عن جبريل- عليه السلام- دون أن يزيد فيه شيئا، أو ينقص منه شيئا، وأنه- سبحانه- قد أعطى نبيه صلى الله عليه وسلم من المعجزات، ومن الخيرات والبركات.. ما لم يعط غيره.
وبعد هذا التصوير البديع لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من حق واضح، ومن تكريم عظيم ومن طاعة تامة لخالقه- عز وجل- بعد كل ذلك أخذت السورة الكريمة، في تصوير ما عليه المشركون من باطل وجهل وفي تبكيتهم على عبادتهم لأصنام لا تسمع ولا تبصر، ولا تملك الدفاع عن نفسها فضلا عن غيرها.. فقال- تعالى-:
والهمزة في قوله: أَفَرَأَيْتُمُ للإنكار والتهكم، والفاء لترتيب الرؤية على ما سبق ذكره من صفات جليلة لله- تعالى- تدل على وحدانيته، وكمال قدرته، ومن ثناء على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى جبريل- عليه السلام- والرؤية هنا، علمية ومفعولها الثاني محذوف، لدلالة قوله- سبحانه- أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى عليه.