للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التفسير قال الله تعالى:

[[سورة الإسراء (١٧) : آية ١]]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١)

افتتحت سورة الإسراء بتنزيه الله- تعالى- عن كل ما لا يليق بجلاله، كما يدل على ذلك لفظ «سبحان» الذي من أحسن وجوه إعرابه، أنه اسم مصدر منصوب- على أنه مفعول مطلق- بفعل محذوف، والتقدير: سبحت الله- تعالى- سبحانا أى تسبيحا، بمعنى نزهته تنزيها عن كل سوء.

قال القرطبي: وقد روى طلحة بن عبيد الله الفياض أحد العشرة- أى المبشرين بالجنة- أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما معنى سبحان الله؟ فقال: «تنزيه الله من كل سوء» «١» .

وقوله أَسْرى من الإسراء، وهو السير بالليل خاصة.

قال الجمل: يقال أسرى وسرى، بمعنى سار في الليل، وهما لازمان، لكن مصدر الأول الإسراء ومصدر الثاني السرى- بضم السين كالهدى- فالهمزة ليست للتعدية إلى المفعول، وإنما جاءت التعدية هنا من الباء. ومعنى أسرى به، صيره ساريا في الليل «٢» .

والمراد بِعَبْدِهِ خاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم، والإضافة للتشريف والتكريم.

وأوثر التعبير بلفظ العبد، للدلالة على أن مقام العبودية لله- تعالى- هو أشرف صفات


(١) تفسير القرطبي ج ١٠ ص ٢٠٤.
(٢) حاشية الجمل ج ٢ ص ٦٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>