وكان لهذه الاستماتة آثارها في تراجع المشركين، وقد ظنوا أنهم قد أخذوا بثأرهم من المسلمين ...
وخشي النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يكون تراجع المشركين من أجل مهاجمة المدينة، فقال لعلى بن أبى طالب:«اخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون؟ فإن هم جنبوا الخيل وامتطوا الإبل، فإنهم يريدون مكة. وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل، فهم يريدون المدينة. فو الذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرن إليهم، ثم لأناجزنهم فيها» .
قال على: فخرجت في آثارهم فرأيتهم جنبوا الخيل، وامتطوا الإبل، واتجهوا إلى مكة.
وعند ما انصرف أبو سفيان نادى: إن موعدكم بدر العام المقبل، فقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم لرجل من أصحابه: قل له: نعم بيننا وبينك موعد.
وانتهت غزوة أحد باستشهاد حوالى سبعين صحابيا من بينهم حمزة بن عبد المطلب ومصعب ابن عمير، وسعد بن الربيع. وغيرهم من الأبطال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
وهذه خلاصة لأحداث غزوة أحد كما روتها كتب السيرة.
والآن فلنول وجوهنا شطر القرآن الكريم، لنتدبر حديثه الحكيم عن هذه الغزوة، ولنستمع إليه بقلوب واعية، وآذان متفتحة، وهو يبدأ حديثه عنها فيقول: