أى: إن الله- تعالى- بفضله وكرمه، يدخل عباده «الذين آمنوا» إيمانا حقا، «وعملوا» الأعمال «الصالحات جنات تجرى من» تحت أشجارها، «الأنهار» إن الله- تعالى- يفعل ما يريد فعله على حسب ما تقتضيه حكمته ومشيئته دون أن ينازعه في ذلك منازع. أو يعارضه معارض، فهو- سبحانه- لا يسأل عما يفعل.
ثم بين- سبحانه- أن نصره لنبيه صلّى الله عليه وسلّم آت لا شك فيه مهما كره ذلك الكارهون، فقال- تعالى-:
أولها أن الضمير في قوله يَظُنُّ يعود إلى أعداء النبي صلّى الله عليه وسلّم وفي قوله يَنْصُرَهُ يعود إليه صلّى الله عليه وسلّم والمعنى:«من كان يظن» من الكافرين الكارهين للحق الذي جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم «أن لن ينصره الله» . أى: أن لن ينصر الله نبيه صلّى الله عليه وسلّم «في الدنيا والآخرة فليمدد» هذا الكافر «بسبب» أى: بحبل إلى السماء، أى: سقف بيته، لأن العرب تسمى كل ما علاك فهو سماء.
«ثم ليقطع» ثم ليختنق هذا الكافر بهذا الحبل، بأن يشده حول عنقه ويتدلى من الحبل المعلق بالسقف حتى يموت.
«فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ» أى: فليتفكر هذا الكافر في أمره، هل يزيل فعله هذا ما امتلأت به نفسه من غيظ لنصر الله- تعالى- لنبيه صلّى الله عليه وسلّم؟
كلا، فإن ما يفعله بنفسه من الاختناق والغيظ، لن يغير شيئا من نصر الله- تعالى- لنبيه صلّى الله عليه وسلّم، فليمت هذا الكافر بغيظه وكيده.
فالمقصود بالآية الكريمة: بيان أن ما قدره الله- تعالى- من نصر لنبيه صلّى الله عليه وسلّم لن