وإلى هنا تكون السورة الكريمة قد صورت لنا بأسلوبها البليغ المؤثر، تلك المحاورات الطويلة التي دارت بين موسى وفرعون والسحرة.. والتي انتهت بانتصار الحق واندحار الباطل.
ثم ساق- سبحانه- جانبا من النعم التي أنعم بها على بنى إسرائيل، وحذرهم من جحودها، فقال- تعالى-:
قال الآلوسى ما ملخصه: وقوله- سبحانه-: وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي ... حكاية إجمالية لما انتهى اليه أمر فرعون وقومه، وقد طوى- سبحانه- ذكر ما جرى عليهم بعد أن تغلب موسى على السحرة.. وبعد أن مكث موسى يبلغهم دعوة الله- تعالى- مدة طويلة ويطلب منهم إرسال بنى إسرائيل معه» «١» .
وصدرت الآية الكريمة باللام الموطئة للقسم وبقد تأكيدا لهذا الإيحاء، وتقريرا له ...
أى: والله لقد أوحينا إلى عبدنا موسى- عليه السلام- وقلنا له: سر بعبادي من بنى إسرائيل في أول الليل متجها بهم من مصر إلى البحر الأحمر فإذا ما وصلت إليه، فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً.