طريق الإسلام، الذي يفضى بهم في آخرتهم إلى السعادة والأمان والفوز برضا الله- عز وجل-.
وقد ذكرت الآية ثواب الذين آمنوا بالله واعتصموا به، ولم تذكر عقاب الذين كفروا إهمالا لهم، لأنهم في حيز الطرد والطرح، أو لأن عاقبتهم السيئة معروفة لكل عاقل بسبب كفرهم وسوقهم عن أمر الله.
والسين في قوله فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ للتأكيد. أى فسيدخلهم في رحمة كائنة منه وفي فضل عظيم من عنده إدخالا لا شك في حصوله ووقوعه.
وقوله صِراطاً مفعول ثان ليهدى لتضمنه معنى يعرفهم.
وبذلك نرى أن هذه الآيات الكريمة قد نهت أهل الكتاب عن المغالاة في شأن عيسى- عليه السلام-، وعرفتهم حقيقته، ودعتهم إلى الإيمان بوحدانية الله، وبينت لهم ولغيرهم أن عيسى وغيره من الملائكة المقربين لن يستنكفوا عن عبادة الله، وان من امتنع عن عبادة الله فسيحاسبه- سبحانه- حسابا عسيرا، ويجازيه بما يستحقه من عقاب. أما من آمن بالله- تعالى- واتبع الحق الذي أنزله على رسله، فسينال منه- سبحانه- الرحمة الواسعة، والفضل العظيم، والسعادة التي ليست بعدها سعادة.
هذا، وكما اشتملت سورة النساء في مطلعها على الحديث عن أحكام الأسرة وأحكام الزواج والمواريث. فقد اختتمت بهذه الآية المتعلقة ببعض أحكام المواريث وهي قوله- تعالى-: