قال الآلوسى: قوله- تعالى-: وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ... شروع في بيان تفاصيل شئونهم، بعد بيان شئون السابقين.
وأصحاب: مبتدأ وقوله: ما أَصْحابُ الْيَمِينِ جملة استفهامية مشعرة بتفخيمهم، والتعجب من حالهم، وهي خبر المبتدأ.. أو معترضة، والخبر قوله: فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ... «١» .
والسدر: شجر النبق، واحده سدرة، ومخضود. أى: منزوع الشوك، يقال: خضد فلان الشجر، إذا قطع الشوك الذي به فهو خضيد ومخضود، أو مخضود بمعنى ملئ بالثمر حتى تثنت أغصانه، من خضدت الغصن، إذا ثنيته وأملته إلى جهة أخرى.
أى: وأصحاب اليمين، المقول فيهم ما أصحاب اليمين على سبل التفخيم، مستقرون يوم القيامة في حدائق مليئة بالشجر الذي خلا من الشوك وامتلأ بالثمار الطيبة، التي تثنت أغصانها لكثرتها ...