افتتحت سورة «الجمعة» كغيرها من أخواتها «المسبحات» بالثناء على الله- تعالى- وببيان أن المخلوقات جميعها، تسبح بحمده- تعالى- وتقدس له.
والتسبيح: تنزيه الله- تعالى- عما لا يليق به، اعتقادا وقولا وعملا مأخوذ من السبح وهو المر السريع في الماء أو الهواء، لأن المسبح لله، - تعالى- مسرع في تنزيهه- تعالى- وتبرئته من كل سوء.
وقوله: الْقُدُّوسِ من التقديس بمعنى التعظيم والتطهير وغير ذلك من صفات الكمال.
أى: أن التسبيح: نفى ما لا يليق بذاته- تعالى-، والتقديس: إثبات ما يليق بجلاله- سبحانه- والمعنى: ينزه الله- تعالى- ويبعده عن كل نقص، جميع ما في السموات، وجميع ما في الأرض من مخلوقات، فهو- سبحانه- الْمَلِكِ أى: المدبر لشئون هذا الكون، المتصرف فيه تصرف المالك فيما يملكه ...