سورة الروم من السور التي افتتحت ببعض حروف التهجي، وقد ذكرنا في أكثر من سورة آراء العلماء في هذه الحروف، ورجحنا أن هذه الحروف قد ذكرها- سبحانه- في افتتاح بعض السور القرآنية، للتنبيه إلى أن هذا القرآن من عند الله، لأن الله- تعالى- قد أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بمثل الحروف التي ينطق بها المشركون، ومع ذلك فهم أعجز من أن يأتوا بسورة من مثله.
وقد ذكر المفسرون في سبب نزول قوله- تعالى-: غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الْأَرْضِ.. روايات منها، ما رواه ابن جرير- بإسناده- عن عبد الله بن مسعود- رضى الله عنه- قال: كانت فارس ظاهرة على الروم. وكان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس، لأنهم أهل كتاب، وهم أقرب إلى دينهم، فلما نزلت: الم. غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ.. قالوا: يا أبا بكر.