وعدم قبول توبة هؤلاء في هذا الوقت سببه أنهم نطقوا بها في حالة الاضطرار لا في حالة الاختيار، ولأنهم نطقوا بها في غير وقت التكليف.
وثانيهما: الذين يموتون وهم على غير دين الإسلام. فقد أخرج الامام أحمد عن أبى ذر الغفاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يقبل توبة عبده ما لم يقع الحجاب. قيل: وما الحجاب؟
قال أن تموت النفس وهي مشركة.
وكثير من العلماء يرى أن المراد بالفريق الثاني: الكفار، لأن العطف يقتضى المغايرة.
ومنهم من يرى أن الفريق الأول شامل للكفار ولعصاة المؤمنين فيكون عطف قوله وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ من باب عطف الخاص على العام لإفادة التأكيد.
وحَتَّى في قوله: حَتَّى إِذا حَضَرَ. حرف ابتداء.. والجملة الشرطية بعدها غاية لما قبلها. أى ليست التوبة لقوم يعملون السيئات ويستمرون على ذلك فإذا حضر أحدهم الموت قال كيت وكيت.
وقوله وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ معطوف على الموصول قبله. أى ليس قبول التوبة لهؤلاء الذين يعملون السيئات ... ولا لهؤلاء الذين يموتون وهم كفار.
ثم بين- سبحانه- سوء عاقبتهم فقال- تعالى-: أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً أى أولئك الذين تابوا في غير وقت قبول التوبة هيأنا لهم عذابا مؤلما موجعا بسبب ارتكاسهم في المعاصي وابتعادهم عن الصراط المستقيم الذي يرضاه- سبحانه- لعباده.
ثم وجه القرآن نداء عاما إلى المؤمنين نهاهم فيه عما كان شائعا في الجاهلية من ظلم للنساء وإهدار لكرامتهن، وأمرهم بحسن معاشرتهن، وبعدم أخذ شيء من حقوقهن فقال- تعالى: -