للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بشارات النصر التي تقدمتها وصاحبتها وعن غنائمها وأسراها.

كما تحدثت عن صفات المؤمنين الصادقين، وعن الأقوال والأعمال التي يجب عليهم أن يتمسكوا بها لينالوا رضا الله ونصره، وعن رذائل المشركين ومسالكهم القبيحة لمحاربة الدعوة الاسلامية، وعن المبادئ التي يجب أن يسير عليها المسلمون في حربهم وسلمهم، وعن سنن الله في خلقه التي لا تتغير ولا تتبدل، والتي من أهمها:

أنه- سبحانه- لا يسلب نعمة عن قوم إلا بسبب معاصيهم وتنكبهم الطريق القويم، قال- تعالى-: ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ.

وأنه- سبحانه- قد جعل العاقبة الحسنة للمؤمنين، والعاقبة السيئة للفاسقين، وأخبر المنحرفين عن صراطه بأنه سيغفر لهم ما سلف من خطاياهم متى أقلعوا عنها، وأخلصوا له العبادة.

قال- تعالى- قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ، وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ، فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ، وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ.

وختاما: نسأل الله- تعالى- أن يوفقنا للمداومة على خدمة كتابه، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا، وأن يتمم لنا نورنا ويغفر لنا إنه على كل شيء قدير.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم د. محمد سيد طنطاوى

<<  <  ج: ص:  >  >>