وإلى هنا نرى السورة الكريمة قد حددت تحديدا حاسما المنهاج الذي يجب أن يسلكه المؤمنون في علاقاتهم مع المشركين، وأبرزت بصورة واضحة ومقنعة الأسباب المتنوعة التي أوجبت سلوك هذا المنهاج.
وتلك عادة القرآن الكريم في تشريعاته، لا تكاد تجد تشريعا من تشريعاته إلا وقد صاحبته الحكمة التي كان لأجلها هذا التشريع، والتي من شأنها أن تدفع الناس إلى المسارعة في التنفيذ والامتثال.
ثم بدأت السورة بعد ذلك في تحديد المنهاج الذي يجب أن يسلكه المؤمنون في علاقاتهم مع المنحرفين من أهل الكتاب، وأبرزت، أيضا: الأسباب التي تدعو إلى التزام هذا المنهاج، فأمرت باستمرار قتالهم، وذكرت ما هم عليه من صفات سيئة تحمل المؤمنين على تأديبهم، وأرشدت إلى ما كان عليه رؤساؤهم من أكل لأموال الناس بالباطل، ومن صد عن سبيل الله، استمع إلى الآيات الكريمة وهي تحكى كل ذلك فتقول: