قال الفخر الرازي: اعلم أنه- تعالى- لما شرح أقاصيص عبدة الأوثان ثم أتبعه بأحوال الأشقياء وأحوال السعداء شرح للرسول صلى الله عليه وسلم أحوال الكفار من قومه فقال: فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ ... والمعنى: فلا تكن، إلا أنه حذف النون لكثرة الاستعمال، ولأن حرف النون إذا وقع على طرف الكلام، لم يبق عند التلفظ به إلا مجرد الغنة، فلا جرم أسقطوه..» «١» .
والمرية بكسر الميم- الشك المتفرع عن محاجة ومجادلة بين المتخاصمين.
والمعنى: لقد قصصنا عليك أيها الرسول الكريم الكثير من أخبار السابقين وبينا لك مصير السعداء والأشقياء ... ومادام الأمر كذلك، فلا تك في شك من أن عبادة هؤلاء المشركين