١٢- ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة ببيان صفات المؤمنين الصادقين، وبحضهم على تكريم رسولهم صلّى الله عليه وسلّم وتعظيمه وتوقيره. وببيان أن هذا الكون كله ملك لله- تعالى- وتحت قبضته وعلمه، فقال- سبحانه-: أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ، وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا، وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.
١٣- وبعد: فهذا عرض إجمالى للمقاصد التي اشتملت عليها سورة النور، ومنها نرى أن السورة الكريمة زاخرة بالأحكام الشرعية، وبالآداب الإسلامية وبالتربية الدينية وبالوسائل الوقائية التي من شأنها أن تغرس الأخلاق الكريمة في نفوس الأفراد والجماعات.
وأن تجعلهم يرغبون في اعتناق الفضيلة. وينفرون من مقاربة الرذيلة. ويسعدون في دينهم ودنياهم.
وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
القاهرة- مدينة نصر المؤلف ١٥ من شهر ربيع الأول ١٤٠٥ هـ د. محمد سيد طنطاوى ٨ من ديسمبر ١٩٨٤ م