للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد وردت قصة هود مع قومه في سور شتى منها: سورة الأعراف، وهود، والأحقاف..

وينتهى نسب هود- عليه السلام- إلى نوح- عليهما السلام-.

وقومه هم قبيلة عاد- نسبة إلى أبيهم الذي كان يسمى بهذا الاسم- وكانت مساكنهم بالأحقاف باليمن- والأحقاف جمع حقف وهو الرمل الكثير المائل-.

وكانوا يعبدون الأصنام، فأرسل الله- تعالى- نبيهم هودا لينهاهم عن ذلك، وليأمرهم بعبادة الله وحده. وبشكره- سبحانه- على ما وهبهم من قوة وغنى.

وقد افتتح هود نصحه لقومه، بحضهم على تقوى الله وإخلاص العبادة له وبيان أنه أمين في تبليغ رسالة الله- تعالى- إليهم، فهو لا يكذب عليهم ولا يخدعهم، وببيان أنه لا يسألهم أجرا على نصحه لهم، وإنما يلتمس الأجر من الله- تعالى- وحده.

وقد سلك في ذلك المسلك الذي اتبعه جده- عليه السلام- مع قومه، وسار عليه الأنبياء من بعده.

ثم استنكر هود- عليه السلام- ما كان عليه قومه من ترف وطغيان فقال لهم:

أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ.

والريع بكسر الراء- جمع ريعة. وهو المكان المرتفع من الأرض أو الجبل المرتفع..

وقيل: المراد به أبراج الحمام كانوا يبنونها للهو واللعب والأكثرون على أن المراد به: المكان المرتفع ومنه: ريع النبات، وهو ارتفاعه بالزيادة.

أى: أتبنون- على سبيل اللهو واللعب- في كل مكان مرتفع، بناء يعتبر آية وعلامة على

<<  <  ج: ص:  >  >>