ثم قال الإمام ابن كثير: وسياق ابن ماجة- لهذا الحديث- بزيادة ونقصان، وتقديم وتأخير.. والذي عول عليه جماعة من الحفاظ، أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه- أى: ذكر الراوي في الحديث كلاما لنفسه أو لغيره من غير فصل بين ألفاظ الحديث وألفاظ الراوي- وأن أهل العلم جمعوا هذه الأسماء من القرآن الكريم.
ثم ليعلم أن الأسماء الحسنى ليست منحصرة في التسعة والتسعين، بدليل ما رواه الإمام أحمد عن ابن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:«ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إنى عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فىّ حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أعلمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري. وجلاء حزنى، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرجا» .
فقيل يا رسول الله، أفلا نتعلمها؟ فقال:«بلى، ينبغي لكل من سمعها أن يتعلمها» وذكر أبو بكر بن العربي أن بعضهم جمع من الكتاب والسنة ألف اسم لله- تعالى- «١» .
وبعد: فهذا تفسير لسورة «الحشر» نسأل الله- تعالى- أن يجعله خالصا لوجهه ونافعا لعباده.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
القاهرة- مساء الخميس ٢٢ من شعبان ١٤٠٦ هـ ١/ ٥/ ١٩٨٦ م كتبه الراجي عفو ربه د. محمد سيد طنطاوى