والاستفهام للتقرير. وقوله: ثُوِّبَ من التثويب والإثابة، أى المجازاة.
يقال: ثوب فلان فلانا وأثابه، بمعنى جازاه المجازاة اللائقة به.
والمعنى: لقد جوزي الكفار بالجزاء المناسب لتهكمهم بالمؤمنين في الدنيا، فقد أنزلنا بهم ما يستحقونه من عقاب أليم، جزاء وفاقا.
وجاء الجزاء بأسلوب الاستفهام، لتأكيد هذا الجزاء، حتى لكأن المخاطب هو الذي نطق بهذا الجزاء العادل الذي استحقه الكافرون. ولبيان أن عدالة الله- تعالى- تقتص من المعتدين مهما طالت بهم الحياة.
والتعبير بثوب- مع أنه أكثر ما يستعمل في الخير- إنما هو من باب التهكم بهم، كما في قوله- تعالى-: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ.
نسأل الله- تعالى- أن يجعلنا من عباده المؤمنين الصادقين.