وَالْمُخْتَار بن فلفل لم يدْرك من الصَّحَابَة غير أنس وَجَرِير ابْن عبد الحميد يبرأ إِلَى الله من هَذِه الرِّوَايَة فَإِنَّهُ كَانَ يُنكر على حَفْص ابْن عبد الرَّحْمَن تثنيته فِي الْإِقَامَة وَأما رِوَايَة من ذكر السّلمِيّ إِلَى جرير فَلَا يمكنني أَن أشهد على إسْلَامهمْ فضلا عَن الشَّهَادَة على عدالتهم فَإِنَّهُم مَجْهُولُونَ والجهالة عندنَا أول صِفَات الْجرْح وأنواعه.
وروى ابْن عبد الحكم أَن الشَّافِعِي كَانَ إِذا سُئِلَ عَن الرجل الَّذِي لَا يعرفهُ فَيُقَال لَهُ: أثقة هُوَ، فَيَقُول وَالله مَا أشهد أَنه مُسلم، وَمن أدل الدَّلِيل على بطلَان رِوَايَة من روى أَن إِقَامَة بِلَال كَانَت مثنى سوى مَا ذكرنَا مَا أخبرنَا وَذكر إِسْنَادًا عَن أنس " أَن أَذَان بِلَال كَانَ مثنى مثنى وإقامته وَاحِدَة " وَعَن ابْن عمر " كَانَ بِلَال يشفع الْأَذَان ويوتر الْإِقَامَة " وَعَن أبي رَافع قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَرَأَيْت بِلَالًا يُؤذن بَين يَدي رَسُول الله مثنى مثنى وَيُقِيم فُرَادَى ".