البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح. أَو وَجه الدَّلِيل من هَذَا أَنه إِذا كَانَ قِيَامه فِي أولتي الظّهْر قدر قِرَاءَة ثَلَاثِينَ آيَة وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ قدر النّصْف من ذَلِك وفاتحة الْكتاب سبع آيَات فَلَا بُد وَأَن يكون قد قَرَأَ السُّورَة حَتَّى تكون خمس عشرَة آيَة.
وَرُوِيَ عَن الصنَابحِي أَنه قد قدم الْمَدِينَة فِي خلَافَة أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ فصلى وَرَاء أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ الْمغرب فَقَرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوليين بِأم الْقُرْآن وَسورَة من قصار الْمفصل، ثمَّ قَامَ فِي الرَّكْعَة الثَّالِثَة، فدنوت مِنْهُ، حَتَّى أَن ثِيَابِي تمس ثِيَابه فَسَمعته، قَرَأَ بِأم الْقُرْآن وَهَذِه الْآيَة {رَبنَا لَا تزغ قُلُوبنَا بعد إِذْ هديتنا وهب لنا من لَدُنْك رَحْمَة إِنَّك أَنْت الْوَهَّاب} وروى الشَّافِعِي عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر " أَنه كَانَ إِذا صلى وَحده يقْرَأ فِي الْأَرْبَع من كل رَكْعَة بِأم الْقُرْآن وَسورَة من الْقُرْآن قَالَ وَكَانَ يقْرَأ أَحْيَانًا بالسورتين وَالثَّلَاث فِي الرَّكْعَة الْوَاحِدَة فِي صَلَاة الْفَرِيضَة "، وَوجه القَوْل الآخر حَدِيث أبي قَتَادَة " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يقْرَأ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوليين من الظّهْر وَالْعصر بِفَاتِحَة الْكتاب وَسورَة ويسمعنا الْآيَة أَحْيَانًا " أخرجه