أَحدهَا: أَنه لَو كَانَ مَحْفُوظ لما تَركه مُسلم بن الْحجَّاج كَمَا ترك حَدِيث هِشَام بن همام.
وَالثَّانِي: أَنا قد روينَا خِلَافه عَن أبي رَيْحَانَة.
وَالثَّالِث: وَهُوَ أَصَحهَا أَنه لم يدم عَلَيْهِ أَبُو مَحْذُورَة وَلَا أَوْلَاده، وَلَو كَانَ هَذَا حكما ثَابتا لما فعلوا بِخِلَافِهِ، روى إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم الْحَنْظَلِي فِي الْمسند عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْملك بن أبي مَحْذُورَة قَالَ أدْركْت أبي وجدي وهم يُؤذنُونَ هَذَا الْأَذَان الَّذِي أؤذن فَقلت: صف لي فَذكره بالترجيع قَالَ: ثمَّ يُقيم فُرَادَى فَذكرهَا فُرَادَى.
قَالَ الشَّافِعِي: أدْركْت إِبْرَاهِيم بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْملك بن أبي مَحْذُورَة يُؤذن كَمَا حكى ابْن محيريز وسمعته يحدث عَن أَبِيه عَن ابْن محيريز عَن أبي مَحْذُورَة عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - معنى مَا حكى ابْن جريج. قَالَ الشَّافِعِي رَحمَه الله: سمعته يُقيم يَقُول: الله أكبر الله أكبر، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، حَيّ على الصَّلَاة، حَيّ على الْفَلاح، قد قَامَت الصَّلَاة، قد قَامَت الصَّلَاة، الله أكبر الله أكبر لَا إِلَه إِلَّا الله. قَالَ الشَّافِعِي وسمعته يَحْكِي الْإِقَامَة خَبرا كَمَا يَحْكِي الْأَذَان، وَالْأَذَان وَالْإِقَامَة كَمَا حكيت عَن أبي مَحْذُورَة،