للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شيء حتى الكلاب والقردة والخنازير جعلوها ألهة معبودة مع الله -والعياذ بالله- (١)، ويفضلون أنفسهم على الأنبياء بل حتى على نبينا محمد - -صلى الله عليه وسلم- (٢)، ويعتقدون أن فرعون كان مؤمناً بل كان موحدا غاية التوحيد وكان قوله: أنا ربكم الأعلى. حق لا مرية فيه، وأن عباد الأصنام ما عبدوا شيئاً إلا الله، وعباد العجل ما عبدوا إلا الله (٣)، ويصححون دين الكفار وكل المذاهب والملل والأديان، ويجوزون للمرء أن يكون يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً، لا فرق في ذلك كله؛ لأن كل معبود هو في الحقيقة الله، وينكرون ما جاء في اليوم الآخر والوعيد بالنار وعذابها (٤)، وينكرون القدر، ويحرفون نصوص القرآن على معان باطنية قبيحة، ولا يحرمون فرجاً حتى المحارم، ولذلك لما سئل زعيمهم القبيح التلمساني، فقيل له: فإذا كان الوجود واحداً فلمَ كانت الزوجة حلالاً والأم حراماً؟ فقال: الكل عندنا واحد، ولكن هؤلاء المحجوبون قالوا: حرام. فقلنا: حرام عليكم (٥).

وغيرها من الأمور الكثيرة التي يستبشعها من كان في قلبه ذرة إيمان، ويستشنعها من كان لديه أدنى مسكة عقل، والتي حكايتها تغني عن ردها وإبطالها فلا يعلم مذهب جمع من الكفريات ولا حوى من الضلالات وشنيع المقالات مثل ما جمعه مذهب هؤلاء الاتحادية، ولذلك قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: «وهؤلاء إذا قيل في مقالتهم إنها كفر: لم يُفهِم هذا اللفظ حالها؛ فإن الكفر جنس تحته أنواع متفاوتة بل كفر كل كافر جزء من كفرهم» (٦).


(١) انظر: المصدر السابق (٢/ ٢٠١).
(٢) انظر: المصدر السابق (٢/ ٢٠١).
(٣) انظر: المصدر السابق (٢/ ٣٦٥).
(٤) نظر: المصدر السابق (٢/ ٢٤٢).
(٥) انظر: المصدر السابق (٢/ ٣٦٥).
(٦) المصدر السابق (٢/ ١٢٧).

<<  <   >  >>