يربط البعض بين "التدين الجديد" في ظروف نشأته وطبيعة دعوته، بحركة "الإصلاح الديني" التي شاهدتها أوربا في القرن السادس عشر وما يليه، والتي بفعلها نشأت الكنيسة "البروتستانتية" كإحدى المذاهب العقائدية المستحدثة في النصرانية. و"البروتستانتية": حركة دينية نشأت عن حركة الإصلاح الديني ومبادئها.
وهي تنطوي "على أفكار تحررية في الأمور الدنيوية والدينية، وكذلك في إعطاء الفرد حرية التقدير والحكم على الأمور، وفي التسامح الديني، وهذا مضاد للتقاليد وللسلطة الدينية. وروح البروتستانتية هي في مسؤولية الفرد تجاه الله وحده، وليس تجاه الكنيسة".
انظر الموسوعة العربية الميسرة؛ ج١؛ ص (٤٩٩).
وتعرفها "موسوعة السياسة" بأنها: "مجموعة العقائد الدينية والكنسية المنبثقة عن حركة الإصلاح الديني في أوروبا، التي رافقت ظهور وتطور الثورة الصناعية فيها".
انظر ج ١؛ ص (٥٢٧ - ٥٢٨).
وقد ظهرت في ظل: "التسلط الديني والدنيوي للكنيسة، والنظام الإقطاعي المستبد في أوروبا، الذي كان يعيق نمو الثورة الصناعية والتجارية".
موسوعة السياسة، ج ١
و"البروتستانت: فرقة من النصرانية احتجوا على الكنيسة الغربية باسم الإنجيل والعقل"، وتسمى -أيضا- بـ (الإنجيلية)، "ويعتقدون أن لكل قادر الحق في فهمه، فالكل متساوون ومسئولون أمامه".
انظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة؛ ج٢؛ ص.
وهم: "يستمدون إيمانهم مباشرة من خلال تفسيرهم الذاتي لنصوص الكتاب المقدس، ومن هنا تتعدد التأويلات وتباينت".
موسوعة السياسة، ج ١؛ ص (٥٢٨).
وقد بدأت في الكنيسة الكاثوليكية في القرن السادس عشر، متأثرة بحركات الإصلاح السابقة لها؛ ومن ثمَّ تحولت من حركة إصلاحية داخل الكنيسة إلى حركة عقائدية مستقلة ومناهضة لها -أي الكنيسة.
انظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة؛ ج٢؛ ص (٦١٥).
و"نتيجة للحرية الفردية في فهم تفسير الكتاب المقدس لكل فردمن المؤمنين بالمذهب البروتستانتي انقسمت البروتستانتية إلى كنائس عدة".
انظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة؛ ج٢؛ ص (٦١٨).
وفي إحصائية عام ١٩٨٢م وجدت ٢ طائفة إنجيلية في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها.
انظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة؛ ج٢؛ ص (٦١٨).
ومن بين الكنائس التي انقسمت على البروتستانتية "الأساسيون"وهي: "حركة دينية محافظة قامت بين الطوائف البروتستانتية في أوائل القرن٢م.
والغرض منها هو المحافظة على التفاسير التقليدية للكتاب المقدس، وحفظ عقائد الإيمان الأساسية من الأمور العصرية التي جاءت بها الاكتشافات العلمية".
الموسوعة العربية الميسرة؛ ج١؛ ص (١٨٦).
أبرز مؤسسي الحركة الإصلاحية بأوروبا:
- مارثن لوثر:
وهو ألماني كان يعمل أستاذ اللاهوت، كاثوليكي المذهب. وهو مؤسس المذهب البروتستانتي. انتقد الكنيسة وطالب بالإصلاح، لكن الكنيسة تواجهت معه، مما أدى إلى انفصال حركته عن الكنيسة الكاثوليكية، ودعا إلى الخضوع المباشر لسلطة الكتاب المقدس دون وسائط، بمعنى أن الكتاب المقدس من الوضوح للمؤمنين بحيث لا يختص القساوسة والبابوات بتفسيره، وقد قسمت آراءه العالم المسيحي بصورة جذرية.
ولد "مارتن لوثر" في ألمانيا عام ١٤٨٣م، وتحول من دراسته الجامعية إلى دراسات اللاهوت، ثمَّ عين قسيساً عام ١٥٧م. واجه انحرافات الكنيسة وطالب بإصلاحها، وألف في ذلك كتباً وجدت إقبالاً لدى الأوساط المتعلمة في ألمانيا. أصدرت الكنيسة قراراً بحرمانه من منصبه، وإحالته إلى محكمة تفتيش، وكان سيواجه حكماً بالإعدام، لكنه هرب.