بعض من أجاز مسلسل (الحسن والحسين ومعاوية) قال أنه لا يجوز تمثيل الكفر أو الطعن في الصحابة ويجوز حكايته، والأول كثير في المسلسل، فكيف أجاز العمل؟؟ وهو يؤكد شكوك المحرم بأن هذه الأعمال حتى على طريقة المجيز لن يلتزم بها المنتجون وملاك الفضائيات ولابد أن يتجاوزوه بعد أن يستخدموه وفي هذا المسلسل تجاوزوه وهم يستخدموه!!!
من مؤكدات تحريم العمل أداء الممثلين في المسلسل فقد كان أداؤهم في غاية الكذب على الصحابة الكرام بمحاولة تجسيد الشخصية بصورة لا يعرف كيف اهتدوا إليها ولا يمكن بحال معرفتها، ثم هم في تجسيدها جسدوها بصورة مؤلمة لكل محب معظم للصحب وهي في غاية سوء الأدب الذي يتفق المجيز والمحرم على أنه حرام ويعاقب صاحبه عليه، فهذا أداء غضوب محتقن موقفه منطلق من ذلك، وذلك أداء بسيط لطيف يمكن استغلاله، وذاك أداء خفيف فارغ يذهب في أي اتجاه، وذاك أداء داهية يستطيع تحريك الناس لرغباته، وذاك أداء شاب متحمس مندفع، وذاك أداء شاك حائر، وذاك أداء مخدوع غافل، وذاك أداء تخويني شاك في صدق غيره، وذاك أداء يتحزب للقبائل وتحركه لا الشرع، وذاك شاب يصادق اليهود ويتأثر بهم، وذاك أداء ملك يعيش حياة الملوك وترفها وأداء أخر في المدينة يأكل الملح مع الفقراء، هذا التخرص في التقمص وما فيه من سوء الأدب هو في الحلقات الخمس الأولى فقط وهي في الخلاف بين الصحابة والبغاة كيف إذا بدأت قصة الخلاف بين الصحابة أنفسهم فإنك سترى شرا مستطيرا - والعياذ بالله - وكثير من الممثلين أداؤهم في المسلسل عند من عرف حقيقة التمثيل ومقاصد الشرع موجب للتعزير، والحجر على من أصر إجازة أدائهم
ومما يجب ملاحظته أنه يعرض قبل المسلسل في بعض القنوات أقذر وأفسق وأفسد مسلسل اجتماعي نسائي أخلاقي على مستوى كل القنوات العربية، فأين الفوائد المزعومة من حالة كهذه
فتوى المجيز متناقضة وغير متسقة وهو دليل على تساقط القول وضعفه، فهم منعوا تمثيل أشخاص بعض الصحابة وأجازوا تمثيل أصواتهم وهو تحكم بلا دليل إلا إن كان دليلهم الاحترام والتعظيم للصحب فإن هذا يكون لكل الصحابة - رضوان الله عليهم - ولا يكون لصورة دون الصوت، وإجازة تمثيل الصوت دون الصورة دليل للمحرم أن المجيز يجد إشكالا في تمثيل الصحب فمنع بعضه وأجاز بعضه بقصد الاحترام والتعظيم وهو موافقة للمحرم في علة التحريم على المجيز أن يطردها في كل الصحب رضوان الله عليهم وفي كل أنواع التمثيل.
ومن الضعف في فتواه أنه أجاز تمثيل الصحابة ولم يرى فيه تنقص وقلة احترام، ومنعه عن أمهات المؤمنين وبناته صلى الله عليه وسلم لأنه قد يؤدي إلى سوء الظن أو التنقص، وتناسى المفتي أن أبا بكر رضي الله عنه وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من خير الأمهات عائشة رضي الله عنها، فمنعه في الصحب أوجب من منعه في الأمهات.
من الضعف في فتوى المجيز أن معياره في الصحابي الذي يُمثل والذي لا يُمثل غير منضبط، فإن كان معيار المنع من تمثيل العشرة فقد مُثل بعضهم في المسلسل وهناك كثير من الصحابة بشروا بالجنة فهل يدخلون في العشرة عند بعض المجيزين؟ وهل يدخل فيهم من رضي الله عنهم من أهل الشجرة؟ وإن كان ضابطهم الخلفاء الراشدين فإن الحسن خليفة عقدت له البيعة وقد أجازوا تمثيله وحتى ينتظم قولهم كان عليهم أن يفتوا بجواز تمثيل صوته دون صورته كما مثلوا عثمان وعلي رضوان الله عليهم أجمعين