للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-رضي الله عنهما- خاصمه عمر بنُ الزُّبَير إلى سعيد بنُ العاص - رضي الله عنه - وهو على السرير فأجلس عمر بنُ الزُّبَير على السرير فلما جاء عبد الله وسع له سعيد من شقه الآخر فقال هاهنا فقال عبد الله الأرض قضاء رسول الله أو قال سنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الخصمين يقعدان بين يدي الإمام) أفاد الحديث أن الخصوم ينبغي أن يجثوا بين يدي القاضي أمامه (١) لأن فيه تحقيق التسوية فأنهما لو جلسا إلى جنبه لم يخل إما أن يجلسا من جانب واحد أو من جانبين إن جلسا من جانب واحد كان أحدهما أقرب إلى القاضي ضرورة فتفوت التسوية وإن جلسا من جانبين عن اليمين وعن الشمال فصاحب اليمين له فضل على صاحب الشمال لأن لليمين فضلًا على الشمال كان (٢) لأبي بكر - رضي الله عنه - يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولعمر - رضي الله عنه - يساره وكان الفضل لأبي بكر وكان (٣) تحقيق التسوية في جلوسهم أمامه. ذكر (عن الشعبي قال كان حائط (٤) بين عمر وأبي بن كعب -رضي الله عنهما- فكانا جميعًا يدعيانه فتقاضيا إلى زيد بنُ ثابت - رضي الله عنه - فأتياه فضربا الباب فسمع زيد صوت عمر فاستقبله فقال: ألا أرسلت إلي يا أمير المؤمنين فقال في بيته يؤتى الحكم فلما ألقى له وسادة فقال هاهنا في الرحب) ويروي الرحب بفتح الراء (يا أمير المؤمنين قال هذا أول جورك فجلسا بين يدي زيد فقال أبي حائطي فقال زيد بيتك (٥)، وإن رأيت أن تعفي أمير المؤمنين عن اليمين فاعفه فقال عمرو أيضًا فقال أبي لا بل نعفيه ونصدقه فقال عمر لا بل تقضي عليّ باليمين ثم لا أحلف) أفاد الحديث فوائد منها أن التحكيم جائز كما فعله - رضي الله عنه - ومنها أن الإمام متى وقعت له خصومة مع بعض الناس فلا ينبغي أن يتولى فصلها بنفسه بل يأمر غيره بذلك ثم إذا أمر غيره بذلك صار ذلك المأمور بمنزلة القاضي المولى النافذ الحكم في تلك الحادثة ومنها أنَّه إذا أمر الإمام أحدًا بفصل خصومته فلا ينبغي أن يدعوه إلى منزله بل يحضر عنده تعظيمًا له كما فعله عمر - رضي الله عنه - وهكذا المُتعلِّم يحضر منزل المعلم تعظيمًا له ومنها أن


= أسلم روى له أَبو داود والنسائي وابن ماجه ضعفه أحمد وابن معين وقال حاتم صدوق كثير الغلط مات سنة سبع وخمسين ومائة، من الخلاصة.
(١) زاد في س بعد قوله أمامه على الأرض أن عبد الله بنُ الزُّبَير أشار إلى هذا.
(٢) وفي س ألا ترى أن يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لأبي بكر الصديق ويساره كان لعمر -رضي الله عنهما- وكان ذلك لإظهار فضل أبي بكر على عمر -رضي الله عنهما-.
(٣) كذا في النسختين وسقط هذا إلى آخر الشرح من س والظاهر أن الصواب فكان والله أعلم.
(٤) زادت س شرح الحائط فقالت والحائط اسم للبناء لكن المراد منه ما أدير عليه الحائط من النخيل والأشجار جميعًا.
(٥) زادت س هنا شرحًا فقالت فيه دليل على أن الحائط كان في يد عمر ثم قال زيد لأبي بنُ كعب فإن رأيت الخ.

<<  <   >  >>