للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خبر محتمل للصدق والكذب لكن ترجح فيه الصدق وقد ترجح الصدق في شهادة أصحاب الأهواء لأن تعمقهم في الدين حملهم على ما صاروا عليه ومنهم من يرى الكذب سببًا للكفر فكيف يرتكبه إلّا الخطابية وهم قوم من الروافض خذلهم الله يستجيزون الشهادة على الحلف كان يحضر الخصم (١) عندهم فيحلف على دعواه فيشهدون له ويقولون المسلم لا يكذب فلم تقبل شهادتهم لذلك أما من عداهم من أهل الأهواء فشهادته مقبولة وكذا روي عن أبي حنيفة - رضي الله عنه - وأبي يوسف (٢) رحمه الله والله أعلم ذكر (عن ابن شبرمة (٣) أنه قال ثلاث لم يعمل بهن أحد، قبلي ولن يتركهن أحد بعدي المسألة عن الشهود في السر وإثبات حجج الخصمين وتحلية الشهود في المسألة) قال الشيخ الإمام شمس الأئمة السرخسي في هذا الحديث نظر في قوله المسألة عن الشهود في السر فإنه يروي أن أول من أحدث ذلك شريح فإنه قيل له إنك أحدثت فقال أحدثتم فأحدثنا يعني أحدثتم الخوف عن إظهار القدح في الشهود وذكرهم بما فيهم ظاهرًا فأحدثت المسألة سرًا حتى يمكن التزكية ومتى كان شريح هو الذي أحدث هذا كيف يكون محدثه ابن شبرمة (٤) وقد اختلفت (٥) الرواية عن محمد في تعديل الشهود ظاهرًا فقال في رواية حسنة وفي رواية بلاء وفتنة وغيره من أصحابنا لم يرها بأسًا وذكر فيه إثبات حجج الخصمين يعني يثبت ذلك في ديوان القاضي حتى إذا


= يشتغل بالكذب وشهادة الزور كذب فتقبل شهادتهم إلا الخطابية فإنهم قوم يستجيزون الشهادة لمن يحلف بالله بين أيديهم أن هذا هكذا ويقولون إن المسلم لا يحلف كاذبًا وهم قوم من الروافض فيتمكن نهمة الكذب في شهادتهم من هذا الوجه.
(١) وفي ص يحضر المدعي.
(٢) قلت لم أجده في الكتب الموجودة عندي.
(٣) هو عبد الله بن شبرمة القاضي الكوفي.
(٤) وفي س لفظ الإمام السرخسي كما يأتي فيه نظر فإنه نقل عن ابن شبرمة تزكية السر وتزكية السر أحدثه شريح فإنه قيل له أحدثت فقال أحدثتم فأحدثنا يريد به أن في الابتداء كانت التزكية في العلانية لأنه كان لا يخاف البعض من البعض في أن يبين منه ما يعلم منه وأنتم أحدثتم الخوف والامتناع عن بيان ما تعلمون من بعضهم فأحدثت تزكية السر فثبت أن هذا أحدثه شريح.
(٥) زاد في س قبل رواية محمد ويجمع بين تزكية السر وتزكية العلانية بأن يجمع القاضي بين المعدل وبين الشهود ويقول هؤلاء الذين زكيتم في السر واختلفت الرواية عن محمد في تزكية العلانية ذكر في بعض المواضع تزكية العلانية حسن وذكر في بعض المواضع تزكية العلانية بلاء وفتنة هذا بيان الواحد والثاني إثبات حجج الخصمين وتفسيره أن يثبت القاضي الحجج في المسطورة حتى إذا احتاج إليه ينظر فيه وقد مر هذا من قبل والثالث تحلية الشهود في المسألة لأنه أبلغ في التعريف لأنه قد يتفق اثنان في الاسم والنسب والقبيلة والمحلة ولهذا قال يبين حلاهم حتى يتبين للقاضي أن المزكي هو الذي شهد فلا يؤدي إلى الاشتباه على القاضي.

<<  <   >  >>