للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في المسجد فقال مالك يا كعب قال يا رسول الله دين لي على هذا (١) فأشار إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ضع عنه الشطر فقلت قد فعلت (٢) يا رسول الله قال قم فأدّ إليه حقه) انتظم (٣) الحديث فوائد منها جواز الملازمة لأنّ الرسول عليه الصلاة والسلام لم ينكر ذلك عليه وتركه الإنكار عما عاينه تقرير وهو شرع ومنها أنّ الجلوس في المسجد لغير الصلاة لا بأس به ألا تراهما كيف جلسا للتلازم ولم ينكر ذلك عليهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومنها أنّه تجوز الإشارة في موضع القدرة على البيان باللسان إذا فهمت الإشارة لأنّ الرسول عليه الصلاة والسلام أشار إليه أن يضع الشطر وكان قادرًا على بيانه بالنطق ومنها أنه ينبغي للغريم أن يحسن إلى المديون وضع الشيء (٤) من الدين وكمال الإحسان في وضع الشطر كما فعل كعب بن مالك ومنها أنه لا بأس للقاضي بأن يدعو الخصم إلى الإحسان والنظر كما فعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر (حديث حسيل بن خارجة الأشجعي) (٥) وقيل هو حسل (قال لما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يغزو خيبر لم يبق أحد من يهود المدينة له دين على أحد من المسلمين إلّا لزمه وكان لأبي الشحم اليهودي علي درهمان فاستعدى عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال إلزمه حتى يؤدي إليك حقك فعمدت إلى شقيقة كانت عليَّ سنبلانية (٦) فأدخلتها السوق فبعتها بستة دراهم فقضيته درهمين وخلفت عند أهلي درهمًا وتزودت بدرهم واشتريت شملة (٧) بدرهمين فلبستها فبينا نحن نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ليلة مقمرة وهو خلفي يسير وأنا لا أعلم إذ نظر إلى ضوء القمر على


(١) وفي س دين لي عليه.
(٢) وفي الآصفية قال قلت قد فعلت وفي س شطرًا قال قد فعلت.
(٣) ولفظ الشرح في س في الحديث فوائد منها أنّ لصاحب الحق حق ملازمة المديون ومنها أنّه يجوز الجلوس في المسجد لغير الصلاة ومنها أنّ الإشارة تقوم مقام العبارة وإن كان قادرًا على البيان باللسان ألا ترى أنّ النبي عليه الصلاة والسلام أشار إليه أن ضع عنه شطرًا وكان قادرًا على البيان باللسان ومنها أنّ صاحب الدين مندوب إلى الإحسان إلى المديون وتمام الإحسان بوضع الشطر وقد تقدم بيان هذا الكلام قبل هذا اهـ.
(٤) كذا في الأصلين والظاهر أن الصواب بوضع الشيء.
(٥) وفي تجريد أسماء الصحابة حسل بن خارجة الأشجعي وقيل حسيل وقيل حنبل أسلم يوم خيبر ذكره أبو عمر قلت ويعلم من الحديث هذا أنّه أسلم قبل خيبر وكان من فقراء الصحابة وزهادهم بل من أهل الصفة والله أعلم وحسيل بن نويرة الأشجعي كان دليل النبي عليه الصلاة والسلام إلى خيبر فلعلّه هو أسلم عام خيبر وليس هو بابن خارجة.
(٦) وفي مجمع بحار الأنوار وبه أرسل إلى امرأة بشقيقة سنبلانية هو مصغر شقة جنس من الثياب وقبل نصف ثوب وفيه أيضًا أرسل إلى امرأة بشقيقة سنبلانية أي سابغة الطول ثوب سنبلاني وسنبل ثوبه إذا سبله وجره من خلفه أو أمامه ونونه زائدة.
(٧) وفي مجمع بحار الأنوار وهو كساء يتغطى به ويتلفف فيه.

<<  <   >  >>