كتاب شرح «أدب القاضي للخصاف» للصدر الشهيد - ت الأفغاني

باب الرجلين يدخلان بين القوم فيقولان لا تشهدوا علينا بما سمعتم من إقرارنا لأحد الفريقين - ص: 609

يزده على ذلك، وإنما اقتصر على ذلك (١) لأن الجواز قد حصل بتلاوة الآية (٢) وفهم السّائل ذلك فلم (٣) يحتج إلى الزيادة، وذكر في الباب الثاني (عن الشعبيّ أن عمرو بن حريث - رضي الله عنه - (٤) أجاز شهادة المختبئ، وقال (٥) وهكذا يفعل بالخائن والظّالم والفاجر) (٦) وصورة شهادة المختبئ إذا كان لرجل [على رجل] (٧) حقّ وهو يقرّ به في السّر (٨) ويجحد في العلانية وعجز صاحب الحق (٩) عن الوصول إلى حقه فاحتال صاحب الحق وأخفى (١٠) قومًا من العدول في بيته ثمّ استحضر (١١) من عليه الحق فأقرّ بذلك سرًا وخرج فسمع الشهود ذلك حلّ لهم (١٢) أن يشهدوا، (ومن العلماء (١٣) من قال لا يحلّ فيهم (١٤) شريح والشعبيّ وإبراهيم -رضي الله عنهم-) لأنّ فيه تدليسًا وغرورًا (و) ذكر صاحب الكتاب (أنّه يحلّ وبه أخذ أصحابنا لأن العلم قد حصل فيجوز له الشهادة (لكن إنّما يجوز له إذا (١٥) كان الشّهود يرون وجهه ويعرفونه ويفهمون كلامه، وإن كانوا (١٦) في موضع لا يرون وجهه لكن يسمعون كلامه لا يحلّ لهم أن يشهدوا فإن (١٧) شهدوا وفسّروا للقاضي لم يجز القاضي شهادتهم)، هكذا ذكر صاحب الكتاب، لكن هذا إذا لم يحيطوا علمًا به، أمّا إذا أحاطوا [علمًا به] (١٨) بأن رأوه دخل بيتًا وعلموا أنه ليس في هذا البيت غيره وليس لهذا (١٩) البيت مسلك آخر وسمعوا إقراره بحيث لا يشتبه عليهم حاله، يحل لهم (٢٠) أن يشهدوا وإن لم يروا

---

(١) وفي الآصفية أقصر وفي س وإنّما لم يرده.
(٢) وفي س بتلاوة القرآن.
(٣) وفي س السائل فلم.
(٤) وفي س المختبئ قال.
(٥) هو عمر بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبيد الله بن عمر بن مخزوم أبو سعيد الكوفي صحابي روى عنه ابنه جعفر.
(٦) أخرج البيهقي في السنن الكبير من طريق سعيد بن منصور عن هشيم عن الشيباني عن محمد بن عبيد الثقفي أن عمرو بن حريث كان يجيز شهادته أي (المختبئ) ويقل كذلك يفعل بالخائن والفاجر اهـ قلت وذكر من طريق كلثوم بن الأقمر عن شريح ومن طريق سفيان عن بيان عن الشعبي أنّه كان لا يجيز شهادة المختبئ. ج ١٠ ص ٢٥١.
(٧) زيادة من الآصفية وفي س على آخر.
(٨) وفي س فيقر في السر.
(٩) وفي س وصاحب الحق يعجز.
(١٠) وفي س فاحتال ذلك فأخفى.
(١١) وفي س واستحضر.
(١٢) وفي س فسمع الشهود حل لهم.
(١٣) وفي س من العلماء.
(١٤) وفي س لا يحل لهم منهم.
(١٥) وفي س إنّما تجوز إذا.
(١٦) وفي س كان.
(١٧) وفي س وأن.
(١٨) زيادة من س.
(١٩) وفي س في هذا.
(٢٠) وكان في الأصل يحل وفي الآصفية يحل لهم وفي س حل لهم.