للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لم يحظ به أحد من أصحابه مع حداثة سنى. والشيخ أبو إسحاق الشيرازى، إمام الدنيا وزاهدها، وفارس المناظرة وواحدها. كان يعلمنى المناظرة، وانتفعت بمصنّفاته. وأبو نصر بن الصباغ، وأبو عبد الله الدامغانى، حضرت مجالس درسه ونظره. وقاضى القضاة الشامى انتفعت به غاية النفع، وأبو الفضل الهمذانى.

وأكبرهم سنا وأكثرهم فضلا: أبو الطيب الطبرىّ حظيت برؤيته، ومشيت فى ركابه. وكانت صحبتى له حين انقطاعه عن التدريس والمناظرة، فحظيت بالجمال والبركة.

ومن مشايخى: أبو محمد التميمى. كان حسنة العالم، وماشطة بغداد.

ومنهم: أبو بكر الخطيب. كان حافظ وقته. وكان أصحابنا الحنابلة يريدون منى هجران جماعة من العلماء. وكان ذلك يحرمنى علما نافعا. وأقبل علي أبو منصور بن يوسف، فحظيت منه بأكبر حظوة. وقدمنى على الفتاوى، مع حضور من هو أسن منى، وأجلسنى فى حلقة البرامكة، بجامع المنصور، لما مات شيخى سنة ثمان وخمسين. وقام بكل مؤونتى وتحملى، فقمت من الحلقة أتتبع حلق العلماء لتلقط الفوائد.

وأما أهل بيتى: فإن بيت أبى كلهم أرباب أقلام، وكتابة، وشعر، وآداب. وكان جدّى محمد بن عقيل كاتب حضرة بهاء الدولة. وهو المنشئ لرسالة عزل الطائع وتولية القادر، ووالدى انظر الناس وأحسنهم جزلا وعلما.

وبيت أبى (١) بيت الزهرى صاحب الكلام والدرس على مذهب أبى حنيفة.

وعانيت من الفقر والنسخ بالأجرة، مع عفة وتقى. ولا أزاحم فقيها فى حلقة، ولا تطلب نفسى رتبة من رتب أهل العلم القاطعة لى عن الفائدة. وتقلبت عليّ الدول فما أخذتنى دولة سلطان ولا عامة عما أعتقده أنه الحق، فأوذيت من أصحابى حتى طلب الدم وأوذيت فى دولة النظام بالطلب والحبس - فيا من خفت الكل لأجله، لا تخيب ظنى فيك - وعصمنى الله تعالى فى عنفوان شبابى بأنواع


(١) فى مخطوطة بأيدينا «وبيت أمى».

<<  <  ج: ص:  >  >>