للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلا تغترر يوما ببشرى وظاهرى … فلى باطن قد قطّعته النوازل

وما أنا إلا كالزناد تضمّنت … لهيبا، ولكنّ اللهيب مداخل

إذا حمل المرء الذى فوق طوره … يرى عن قريب من تجلد عاطل

لعمرى إذا كان التجمّل كلفة … يكون كذا بين الانام مجامل

فأما الذى أثنى له الدهر عطفه … ولان له وعر الأمور مواصل

بألطاف قرب يسهل الصعب عندها … وينعم فيها بالذى كان يأمل

تراه رخى البال من كل علقة … وقد صميت منه الكلا والمفاصل

توفى أبو الوفاء بن عقيل رحمه الله بكرة الجمعة، ثانى عشر جمادى الأولى سنة ثلاثة عشرة وخمسمائة - وقيل: توفى سادس عشر الشهر - والأول أصح.

وصلّى عليه فى جامعى القصر والمنصور. وكان الإمام عليه فى جامع القصر ابن شافع. وكان الجمع يفوت الإحصاء.

قال ابن ناصر: حزرتهم بثلاثمائة ألف. ودفن فى دكة قبر الإمام أحمد رضى الله عنه. وقبره ظاهر رضى الله عنه. فما كان فى مذهبنا أحد مثله. آخر كلام ابن ناصر.

وذكر المبارك بن كامل الخفاف: أنه جرت فتنة - يعنى: على حمله - قال:

وتجارحوا، وقال الشيخ مطيع: كفن ونطع.

قال ابن الجوزى: حدثنى بعض الأشياخ: أنه لما احتضر ابن عقيل، بكى النساء. فقال: قد وقعت عنه خمسين سنة، فدعونى أتهنا بلقائه.

قال ابن السمعانى أنشدنى الإمام أبو المحاسن مسعود بن محمد بن غانم الأديب الغانمى لنفسه، يمدح الإمام أبا الوفاء بن عقيل:

لعلىّ بن عقيل البغدادى … مجد لفرق الفرقدين محاذى

قد كان ينصر أحمدا خير الورى … وكلامه أحلى من الأزاذ

وإذا تلهّب فى الجدال فعنده … سبحان فيه فى التجارب هاذى

<<  <  ج: ص:  >  >>