للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العبدى الأصبهانى الإمام الحافظ، أبو القاسم ابن الحافظ الكبير أبى عبد الله بن منده. ومنده لقب إبراهيم جده الأعلى.

ذكره أبو الحسين، وابن الجوزى فى طبقات الأصحاب فى آخر المناقب.

وترجمه ابن الجوزى فى تاريخه، فقال: ولد سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.

وسمع أباه وأبا بكر بن مردويه، وخلقا كثيرا. وكان كثير السماع، كبير الشأن، سافر فى البلاد، وصنف التصانيف، وخرّج التخاريج. وكان ذا وقار وسمت، وأتباع فيهم كثرة. وكان متمسكا بالسنة، معرضا عن أهل البدع، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، لا يخاف فى الله لومة لائم.

وكان سعد بن محمد الزّنجانى يقول: حفظ الله الإسلام برجلين، أحدهما بأصبهان، والآخر بهراة: عبد الرحمن بن منده، وعبد الله الأنصارى.

وقال ابن السمعانى: كان كبير الشأن، جليل القدر، كثير السماع، واسع الرواية. سافر إلى الحجاز وبغداد وهمذان، وخراسان، وصنف التصانيف.

وقال القاضى أبو الحسين: لم يكن فى عصره وبلده مثله فى ورعه وزهده وصيانته، وحاله أظهر من ذلك. وكانت بينه وبين الوالد السعيد مكاتبات.

وقال غيره: سمع أبو القاسم من أبيه، وإبراهيم بن خرشيد قوله، وإبراهيم ابن محمد الجلاب، وأبى جعفر بن المرزبان، وأبى ذر بن الطبرانى، وخلق بأصبهان، ومن أبى عمر بن مهدى، وهلال الحفار، وغيرهما ببغداد. ومن ابن خزيمة الواسطى بها، ومن ابن جهضم بمكة، ومن أبى بكر الحيرى، وأبى سعيد الصيرفى بنيسابور، لكنه لم يرو عن الحيرى كما فعل الأنصارى، وأجاز له زاهر السّرخسى، وتفرد بذلك، ومحمد بن عبد الله الجوزقى، وعبد الرحمن ابن أبى شريح.

وقال أبو عبد الله الدقاق الحافظ: فضائل ابن منده ومناقبه أكثر من أن تعد - إلى أن قال: ومن أنا لنشر فضله؟ كان صاحب خلق وفتوة، وسخاء

<<  <  ج: ص:  >  >>