مهما أحيوه من شعر ومن خبر … ومن جميع سماعاتى من الكتب
وليحذروا السهو والتصحيف من غلط … ويسلكوا سنة الحفاظ فى الأدب
قال ابن النجار: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله الضرير النحوى. أنشدنا الشريف أبو على الحسن بن جعفر لنفسه هذه القصيدة فى آخر ترجمة الحسين بن جعفر الآتى ذكره:
الدهر يعقب ما يضر وينفع … والصبر أحمد ما إليه المرجع
والمرء فيما منه كان مصيره … حينا، وليس عن المنية مدفع
فاحذر مفاجأة المنون؛ فإنه … لا يلتجى منها ولا يستشفع
أين الذين تجمعوا وتحصنوا … وتوثقوا وتجيشوا وتمنعوا
وتعظموا وتحشموا وتجبروا … وتكبروا وتمولوا وترفعوا؟
صاحت بهم نوب الزمان فأسرعوا … وحدى بهم حادى البلى فتقطعوا
ألا احتموا عنه بعضب باتر … أو صانعوه بالذى قد جمعوا؟
كانت منازلهم بهم مأنوسة … فتفرقت أوصالهم وتضعضعوا
واستوطنوا الأجداث بعد قصورهم … وسفت على الآثار ريح زعزع
ماذا أعدوا فى الجواب لمنكر … أن غرهم فيه، وماذا يصنع؟
وجدوا الذى عملوا: فوجه أبيض … بجميل طاعته، ووجه أسفع
أبتى كن متمسكا بنصيحتى … فالدهر ذو غر يجور ويخدع
واحذر مجاورة الحسود، فإنه … بخلاف ما فى نفسه يتذرع
وعليك بالخلق الجميل، فإنه … من كل شئ يقتنى لك أنفع
وتجنب الدنيا وكن متقنعا … فالحرّ يرضى بالقليل ويقنع
وخذ الكتاب بقوة، واعمل بما … أمر المهيمن؛ فهو حق يتبع
واسلك سبيل رسوله فى أمره … تنجو به؛ فهو الطريق المهيع
واعلم بأن الله {(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) …}
إليه مصيرنا والمرجع