للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مهما أحيوه من شعر ومن خبر … ومن جميع سماعاتى من الكتب

وليحذروا السهو والتصحيف من غلط … ويسلكوا سنة الحفاظ فى الأدب

قال ابن النجار: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله الضرير النحوى. أنشدنا الشريف أبو على الحسن بن جعفر لنفسه هذه القصيدة فى آخر ترجمة الحسين بن جعفر الآتى ذكره:

الدهر يعقب ما يضر وينفع … والصبر أحمد ما إليه المرجع

والمرء فيما منه كان مصيره … حينا، وليس عن المنية مدفع

فاحذر مفاجأة المنون؛ فإنه … لا يلتجى منها ولا يستشفع

أين الذين تجمعوا وتحصنوا … وتوثقوا وتجيشوا وتمنعوا

وتعظموا وتحشموا وتجبروا … وتكبروا وتمولوا وترفعوا؟

صاحت بهم نوب الزمان فأسرعوا … وحدى بهم حادى البلى فتقطعوا

ألا احتموا عنه بعضب باتر … أو صانعوه بالذى قد جمعوا؟

كانت منازلهم بهم مأنوسة … فتفرقت أوصالهم وتضعضعوا

واستوطنوا الأجداث بعد قصورهم … وسفت على الآثار ريح زعزع

ماذا أعدوا فى الجواب لمنكر … أن غرهم فيه، وماذا يصنع؟

وجدوا الذى عملوا: فوجه أبيض … بجميل طاعته، ووجه أسفع

أبتى كن متمسكا بنصيحتى … فالدهر ذو غر يجور ويخدع

واحذر مجاورة الحسود، فإنه … بخلاف ما فى نفسه يتذرع

وعليك بالخلق الجميل، فإنه … من كل شئ يقتنى لك أنفع

وتجنب الدنيا وكن متقنعا … فالحرّ يرضى بالقليل ويقنع

وخذ الكتاب بقوة، واعمل بما … أمر المهيمن؛ فهو حق يتبع

واسلك سبيل رسوله فى أمره … تنجو به؛ فهو الطريق المهيع

واعلم بأن الله {(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) …}

إليه مصيرنا والمرجع

<<  <  ج: ص:  >  >>