للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أولئك الناجون فى معادهم … يعطيهم الله نعيما دائما

ومما أورده أيضا لنفسه:

أقاموا فقاموا له ركعا … وكبروا فخروا لديه سجودا

وأجروا دموعهم خشية … فبلوا بتلك الدموع الخدودا

ولما أطالوا لديه السجود … رجوا منه وعدا وخافوا وعيدا

فأعطاهم منه ما يرتجون … وأمنهم بعد ذاك الصدودا

فمعظم أشغالهم ذكره … فطورا قياما وطورا قعودا

فورثهم ذكرهم ذكره … وزادهم فى الجنان الخلودا

ومن ذلك قوله:

قرة عين من صدق بعزمه عن الصدق … ثم اقتنى الدر الذى من ناله نال الشرفا

وإنما الدنيا متاع زائل لمن عرفا … من نال منها طرفا فليعطها منه طرفا

توفى رحمه الله وإيانا فى آخر نهار يوم عرفة - وقيل: ليلة عيد النحر - سنة تسع وخمسين وخمسمائة بحران.

ورثاه الإمام فخر الدين ابن تيمية وهو يومئذ شاب له دون العشرين بقصيدة وهى:

قد زادنى حزنى واستمكنت عللى … لما رحلت عن الإخوان يا أملى

يا عالما أوحش الدنيا بغيبته … لا صنع لى فى قضاء الله والأجل

يا أهل حران وا لهفى ووا أسفى … على فراق ابن عبدوس الفقيه على

وا حسرتاه على زين الزمان ومن … كانت عقيدته بالقول والعمل

يا قوم ما الصنع من بعد الفراق له … لا صنع للعبد فى شئ من الحيل

كان الفقيه علي عالما ورعا … وكان مسلكه فى أحسن السبل

كان الفقيه علي فوق منبره … مثل العروس ترى فى أحسن الحلل

<<  <  ج: ص:  >  >>