للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من هذا؟ فقالوا: الفقيه حامد الحرانى، فقال: هذا يكون له تعلق بالملوك، وكان كما قال.

وذكره ابن الجوزى فى تاريخه، فقال: صديقنا. قدم بغداد. وتفقه وناظر، وعاد إلى حران، وأفتى، ودرس. وكان ورعا، به وسوسة فى الطهارة.

وذكر ابن القطيعى فى تاريخه نحوا من ذلك، وقال: كان تاليا للقرآن، كتبت عنه. وكان ثقة.

وقال الشيخ فخر الدين ابن تيمية فى أول تفسيره، وبعد رجوعى إلى حران:

كنت كثير المباحثة لشيخنا الإمام البارع أبى الفضل حامد بن محمود بن أبى الحجر رحمه الله فى مشكل الآيات، وحل ما فيها من الإشكالات.

وكان رحمه الله إذا شرع فى التفسير والتذكير شبيها بالجواد المفرط، والجواد القطقط، يوسع المسامع هدير شقاشقه، ويزعزع المسامع زجر رواشقه، هذا مع ما كان قد منحه الله من الرشاقة، وعسولة المنطق واللباقة.

وقال الشيخ ناصح الدين بن الحنبلى: كان شيخ حران فى وقته. بنى نور الدين محمود المدرسة فى حران لأجله، ودفعها إليه، ودرس بها، وتولى عمارة جامع حران، فما قصر فيه، قيل: إنه راح إلى الروم، وتولى نشر الخشب بنفسه.

وكان نور الدين محمود، يقبل عليه، وله فيه حسن ظن. وكان عنده وسواس فى الطهارة.

ورحل إلى بغداد، ونزل بمدرسة الشيخ عبد القادر، وسمع درسه، وكان من أصحابه. وجاء إلى دمشق فى حوائج إلى نور الدين، ونزل عندنا فى المدرسة، وأضافه والدى.

وقال ابن حمدان: كان شيخ حران، وخطيبها ومدرسها، ولأجله بنيت المدرسة النورية بحران. وله ديوان خطب. وقيل: إن أكثرها كان يرتجلها إذا صعد إلى المنبر، فلما ولاه السلطان نور الدين الشهيد، قال: بشرط أن تترك المظالم والضمانات، وتورث ذوى الأرحام، فأجابه إلى ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>