للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبالغ فى السماع والإكثار، حتى سمع من جماعة من المتأخرين.

وكتب بخطه، وحصل الكتب، والأصول الحسان الكبيرة، وتفقه، وكتب فى الفتاوى مع أئمة عصره، وشهد عند أبى الحسن بن الدامغانى من سنة خمس وخمسين. وكانت داره مجمعا لأهل العلم، يحضرها المشايخ، ويقرأ عليهم وتحضر الناس منزله للسماع، وينفق عليهم بسخاء نفس، وسعة صدر.

وحدث باليسير.

سمع منه ابن عمه أبو العباس أحمد، وأبو الحسن الزيدى، وابن الأخضر.

وروى عنه. وكان يصفه كثيرا بالسخاء وسعة النفس، والبذل والعطاء. وحسن الخلق، ولطف المعاشرة.

وروى عنه ابن القطيعى فى تاريخه. وأجاز للخليفة الناصر، وخرجوا له عنه فى كتاب «روح العارفين».

وقرأت بخط الشيخ ناصح الدين بن الحنبلى، قال: سمعت عليه كتاب «صحيح الترمذى» بسماعه من الكروخى، بقراءة الشيخ طلحة العلثى، وأجزاء أخر. وكان جميلا جليلا، محترما وفاضلا، ومن أعيان العدول ببغداد.

ومن تصانيفه «الروض النضر فى حياة أبى العباس الخضر» وكانت عنده كتب جليلة أصيلة على مذهب الإمام أحمد. وخط الإمام أحمد كان أيضا عنده.

حكاه الشيخ طلحة فى غالب ظنى. وكان فى سنة ثلاث وسبعين قد علاه الشيب الكثير. وكنت لا أشبع من النظر إلى جمال وجهه، وحسن أطرافه، وسكينة عليه. ولزمه دين كثير. وحمل منه الهم الغزير.

وقال ابن القطيعى: جمع بين حسن الرأى والسمت، وعارف بأحكام الشريعة، من الشهادة والقضاء، مهيب المجلس، لم يزل منزله محلا لقراءة الحديث وتدريس الفقه بحضرة الشيوخ، وجماعة أصحاب الحديث، معروف بالكرم والإفضال.

وله الأصول الحسنة والفوائد الجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>